مفاجأة طبية: دراسة رائدة تظهر نتائج غير متوقعة بشأن تناول القهوة وتأثيره على خطر تكرار الرجفان الأذيني في القلب

استكشف مركز الأخبار الطبية لدى TWINNI

نبض الطب: نقل الحقيقة أولاً ، ثم وزن الخبر بميزان اليقين. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف!

تجربة DECAF العلميّة تشير إلى أن تناول كوب قهوة يومياً قد يقلل خطر تكرار الرجفان الأذيني بنسبة 39%

سان فرانسيسكو ، كاليفورنيا — طوال عقود، اعتمد الأطباء على نصيحة شائعة بتحذير المرضى المصابين بالرجفان الأذيني (AFib)—وهو اضطراب ضربات القلب الأكثر شيوعاً—من الكافيين، وذلك اعتقاداً سائدًا بأنه قد يحفز نوبات عدم انتظام ضربات القلب. لكن الآن، لكن دراسة سريرية جديدة لاختبار هذه النصيحة قلبت كل هذه المفاهيم رأسًا على عقب، لتُحدث تحولاً "مدهشًا" في هذا الاعتقاد، مما يشير إلى أن استهلاك القهوة المعتدل قد يكون حامياً ووقائيًا.

أظهرت تجربة DECAF (DECAF هو اختصار للسؤال "?Does Eliminating Coffee Avoid Fibrillation" أو "هل تجنب القهوة يمنع الرجفان؟") المرجعية، التي شملت 200 شخص بالغ معتاد على شرب القهوة ومصاب بالرجفان الأذيني المستمر وخاضع لتقويم نظم القلب، أن الاستمرار في شرب كوب واحد على الأقل من القهوة المحتوية على الكافيين يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر تكرار الرجفان الأذيني بنسبة 39%، مقارنة بمن امتنعوا تماماً عن القهوة وجميع منتجات الكافيين الأخرى.

تحدي الحذر الطبي التقليدي طويل الأمد

تهدف تجربة DECAF، التي تم عرض نتائجها في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لعام 2025 ونُشرت في الوقت نفسه في المجلة العلمية المحكمة JAMA، إلى تقييم ما إذا كانت القهوة المحتوية على الكافيين تزيد أو تقلل من خطر عدم انتظام ضربات القلب (proarrhythmic).

وصرح الدكتور غريغوري إم ماركوس، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة: "إن نتائج دراستنا تشير إلى أن القهوة المحتوية على الكافيين قد لا تكون مسؤولة عن زيادة خطر الرجفان الأذيني، بل وقد تقلله أيضًا".

شملت التجربة 200 بالغ (متوسط العمر 69 عامًا) خضعوا لتقويم نظم القلب. وكان المشاركون يشربون في المتوسط 7 أكواب من القهوة أسبوعياً قبل الدراسة، وتم تقسيمهم عشوائياً إلى:

• مجموعة استهلاك القهوة (ن=100): تم تشجيعهم على شرب كوب واحد على الأقل من القهوة المحتوية على الكافيين يومياً لمدة ستة أشهر.

• مجموعة الامتناع (ن=100): تم توجيههم بالامتناع التام عن جميع منتجات القهوة والكافيين لمدة ستة أشهر.

النتائج غير المتوقعة

على مدار فترة المتابعة التي استمرت ستة أشهر، كانت النتائج ذات دلالة إحصائية:

• معدل تكرار النوبات (مجموعة القهوة): 47% من المشاركين الذين شربوا القهوة تعرضوا لتكرار نوبة الرجفان الأذيني أو الرفرفة الأذينية.

• معدل تكرار النوبات (مجموعة الامتناع): 64% من المشاركين الذين امتنعوا عن الكافيين تعرضوا لتكرار النوبة.

• انخفاض الخطر: سجلت مجموعة استهلاك القهوة انخفاضًا في خطر التكرار بنسبة 39% (نسبة المخاطر HR، 0.61 [95% CI, 0.42-0.89]; P=.01). ولوحظت فائدة مماثلة عند النظر في تكرار الرجفان الأذيني فقط.

لماذا قد تكون القهوة واقية؟

افترض الباحثون أن هذا التأثير الوقائي قد ينتج عن عدة آليات:

• مضادة الأدينوزين: يقوم الكافيين بحجب مستقبلات الأدينوزين. والأدينوزين معروف بتسهيل تحريض الرجفان الأذيني، لذلك قد تكون للكافيين خصائص مضادة لاضطراب النظم من خلال هذه الآلية.

• زيادة النشاط البدني: قد يؤدي استهلاك القهوة إلى زيادة النشاط البدني، المرتبط بشكل مستقل بتقليل خطر تكرار الرجفان الأذيني.

• خصائص مضادة للالتهابات: تحتوي القهوة على مركبات ذات تأثيرات مضادة للالتهابات، والالتهاب الجهازي هو عامل خطر معروف للرجفان الأذيني.

• تأثير مُدِر للبول وضغط الدم: يعمل الكافيين كمُدِر للبول، مما قد يساعد في خفض ضغط الدم، الأمر الذي يقلل بدوره من خطر الرجفان الأذيني.

توجه جديد للمرضى

خلصت الدراسة إلى أن استهلاك القهوة ومنتجات الكافيين الأخرى يمكن اعتباره أمراً معقولاً لدى مرضى الرجفان الأذيني.

ويشير الباحثون إلى أنه "من المنطقي أن يسمح أخصائيو الرعاية الصحية لمرضى الرجفان الأذيني بتجربة المواد المحتوية على الكافيين الطبيعي التي قد يستمتعون بها". ومع ذلك، حذروا من أن بعض الأفراد قد يجدون أن الكافيين لا يزال يحفز أو يزيد من تفاقم أعراض الرجفان الأذيني لديهم.

قيود وأوجه القصور لهذه الدراسة

• خصوصية العينة: شملت التجربة فقط البالغين الذين كانوا يشربون القهوة بانتظام (بمعدل كوب واحد يوميًا) ومصابين بالرجفان الأذيني المستمر وخاضعين لتقويم نظم القلب. ولا تنطبق النتائج على غير شاربي القهوة، أو المصابين بالرجفان الأذيني الانتيابي، أو أولئك الذين يستهلكون كميات أعلى بكثير من الكافيين (مثل مشروبات الطاقة عالية الكافيين).

• تصميم مفتوح: كانت الدراسة "مفتوحة" (يعرف المشاركون والباحثون المجموعة التي ينتمون إليها)، مما قد يؤدي إلى تحيز في الإبلاغ، خاصة فيما يتعلق بالاستهلاك الذاتي للقهوة/الكافيين.

• حجم العينة المتواضع: رغم أن النتائج كانت ذات دلالة إحصائية، إلا أن حجم العينة كان متواضعاً (200 مريض)، ويبقى احتمال حدوث نتيجة عرضية قائماً.

• الالتزام غير الأمثل: لم يكن الالتزام في مجموعة الامتناع مثالياً (69% فقط امتنعوا تماماً)، مما يعني أن الفائدة الحقيقية للاستهلاك مقارنة بالامتناع التام قد تكون أقل من التقدير الفعلي.

الملحق أ: حقائق ذات صلة

• انتشار الرجفان الأذيني (AFib): الرجفان الأذيني هو أكثر اضطرابات ضربات القلب المستمرة شيوعًا. إنه يصيب أكثر من 12.1 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، وتشير تقديرات خطر الإصابة به على مدى الحياة إلى أن 1 من كل 3 بالغين قد يصابون بهذه الحالة. ويتزايد انتشاره بسرعة بسبب شيخوخة السكان وتزايد عوامل الخطر مثل السمنة.

• عواقب الرجفان الأذيني: يزيد الرجفان الأذيني بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما يقرب من 5 أضعاف، كما يرتبط بفشل القلب، وانخفاض القدرة على ممارسة الرياضة وجودة الحياة، والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

• العمر النصفي للكافيين: يبلغ العمر النصفي للكافيين حوالي 5 ساعات عادةً، ولكن يمكن أن يختلف هذا بشكل كبير بين الأفراد اعتمادًا على العوامل الوراثية، وحالة التدخين (التي تسرع عملية الأيض)، واستخدام الأدوية.

• مضادات الأكسدة في القهوة: تحتوي القهوة على العديد من المركبات النشطة بيولوجيًا، بما في ذلك البوليفينول وأحماض الكلوروجينيك وأحماض الهيدروسيناميك، وهي مضادات أكسدة قوية وتساهم في التأثيرات المضادة للالتهابات التي قد تؤثر بشكل إيجابي على صحة القلب.

الملحق ب: التداعيات والاستقراءات

• تغيير الإرشادات السريرية مستقبلاً: إذا تم تكرار هذه النتائج في تجارب أكبر وفي سياقات مختلفة، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع كبير أو تخفيف للإرشادات السريرية الحالية (مثل تلك الصادرة عن AHA/ACC/HRS) التي تنصح تقليديًا مرضى الرجفان الأذيني بتجنب الكافيين تلقائيًا.

• تأكيد الآلية المحتملة: تدعم البيانات بقوة الفرضية القائلة بأن التأثيرات الكلية للقهوة، وخاصة مضادة مستقبلات الأدينوزين بواسطة الكافيين، قد توفر حماية مضادة لاضطراب النظم تفوق أي تأثير مُحفز للنظم يُعتقد أنه ناتج عن الكافيين وحده، على الأقل عند مستويات الاستهلاك المعتدلة.

• النصيحة الشخصية: تدعم البيانات التوجه نحو نصائح غذائية شخصية، حيث يمكن للمرضى الذين يستمتعون بالقهوة ولا يشعرون بأنها تحفز أعراضهم أن يواصلوا استهلاكها المعتدل بأمان، بما يتماشى مع مبدأ المشاركة في اتخاذ القرار في رعاية المرضى.

تنويه إخلاء مسؤولية: إن الآراء ووجهات النظر والنتائج المُعَبَّر عنها في هذا التقريرأو المقال أو المحتوى هي آراء ووجهات نظر ومُخرجات المصدر أو المصادر، ولا تعكس بالضرورة السياسة أو الموقف الرسمي لـ تونّي TWINNI.

للتواصل معنا بخصوص هذا الخبر.

↓

المصادر والمراجع

Wong CX, Cheung CC, Montenegro G, et al. Caffeinated Coffee Consumption or Abstinence to Reduce Atrial Fibrillation: The DECAF Randomized Clinical Trial. JAMA. Published online November 09, 2025. PMID: 41206802 PMCID: PMC12598581. doi:10.1001/jama.2025.21056. Accessed at https://doi.org/10.1001/jama.2025.21056

American Heart Association. (2025). Cup of coffee a day may not be harmful for some adults with AFib and could lower episodes. Heart News, Scientific Conferences & Meetings. Accessed at https://newsroom.heart.org/news/cup-of-coffee-a-day-may-not-be-harmful-for-some-adults-with-afib-and-could-lower-episodes

Fernandez E. (2025). Drink Up: Coffee Is Safe for People with A-Fib. News & Media. Accessed at https://www.ucsf.edu/news/2025/11/431036/coffee-safe-for-a-fib

Lloyd-Jones DM, Wang TJ, Leip EP, Larson MG, Levy D, Vasan RS, D'Agostino RB, Massaro JM, Beiser A, Wolf PA, Benjamin EJ. Lifetime risk for development of atrial fibrillation: the Framingham Heart Study. Circulation. 2004 Aug 31;110(9):1042-6. doi: 10.1161/01.CIR.0000140263.20897.42. Epub 2004 Aug 16. PMID: 15313941. Accessed at https://doi.org/10.1161/01.cir.0000140263.20897.42

American Heart Association (2025). What Is Atrial Fibrillation?. Getting to the Heart of Stroke. Accessed at https://www.heart.org/en/-/media/Files/Health-Topics/Answers-by-Heart/What-is-Atrial-Fibrillation.pdf

Nehlig A. Interindividual Differences in Caffeine Metabolism and Factors Driving Caffeine Consumption. Pharmacol Rev. 2018 Apr;70(2):384-411. doi: 10.1124/pr.117.014407. Epub 2018 Mar 7. PMID: 29514871. Accessed at https://doi.org/10.1124/pr.117.014407

Rai SP, Ansari AH, Singh D, Singh S. Coffee, antioxidants, and brain inflammation. Prog Brain Res. 2024;289:123-150. doi: 10.1016/bs.pbr.2024.06.005. Epub 2024 Jul 3. PMID: 39168577. Accessed at https://doi.org/10.1016/bs.pbr.2024.06.005

المؤلفون

فريق وطاقم تونّي TWINNI الطبي (د. أ. مصطفى)

التعليقات

الرجاء إرسال تعليقاتكم عن طريق النموذج الظاهر في اليسار.

أخبار أخرى

الأخبار الطبية للعامّة والمرضى

الأخبار الطبية للمختصين

التنويهات والسياسات والتشريعات الصحية

الأخبار الطبية الاقتصادية والتجارية

استكشف مركز المعلومات لدى TWINNI

نور اليقين، ورؤية المستقبل. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف. مجاناً لزائرينا.

إخلاء مسؤولية محتوى الموقع الإلكتروني 

جميع المعلومات والمحتوى المقدم على هذا الموقع الإلكتروني هي لأغراض إعلامية عامة فقط. لا تقدم TWINNI أي تعهدات أو ضمانات من أي نوع، صريحة أو ضمنية، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر الموقع الإلكتروني أو المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو الرسومات ذات الصلة الواردة في الموقع لأي غرض.وبالتالي، فإن أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات هو على مسؤوليتك الخاصة تمامًا. لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو، ولا يشكل أو يكوّن استخدامه علاقة المستخدم بطبيب كعلاقة المريض بطبيبه. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة.لن تكون TWINNI مسؤولة بأي حال من الأحوال عن أي خسارة أو ضرر ينشأ عن فقدان البيانات أو الأرباح الناشئة عن، أو فيما يتعلق بـ، استخدام هذا الموقع الإلكتروني. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الخسارة أو الضرر غير المباشر أو التبعي، أو أي خسارة أو ضرر من أي نوع ينشأ عن الاعتماد على أي معلومات أو محتوى مقدم هنا.باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه. إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني.

لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة صحية أو طبية مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني ، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة . باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني ، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه . إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني .