نهاية صراع دام قرنًا: مصر تقضي على تهديد بصري قديم وعدوى بكتيرية تعرف بالتراخوما

استكشف مركز الأخبار الطبية لدى TWINNI

نبض الطب: نقل الحقيقة أولاً ، ثم وزن الخبر بميزان اليقين. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف!

نهاية صراع دام قرنًا: إعلان مصر خالية من التراخوما كمشكلة صحية عامة 🇪🇬

القاهرة/جنيف—أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) رسميًا عن إنجاز تاريخي في مجال الصحة العامة: نجاح مصر في القضاء على التراخوما كمشكلة صحية عامة. يمثل هذا الإنجاز الضخم، الذي أُعلن عنه في 12 نوفمبر 2025، محطة تاريخية للبلاد ولإقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة، حيث أصبحت مصر الدولة السابعة في الإقليم والسابعة والعشرين عالميًا التي تتخلص من هذا المرض القديم المسبب للعمى.التراخوما، وهي عدوى بكتيرية مؤلمة يمكن أن تسبب العمى الذي يصعب علاجه، ابتليت بها مصر لأكثر من 3000 عام، وتعود وثائقها التاريخية إلى العصور القديمة. وعلى الرغم من جهود المكافحة المبكرة التي بدأت في أوائل القرن العشرين على يد رواد مثل طبيب العيون آرثر فيرغسون ماكالان، ظل المرض يعمي العديد من البالغين ويؤثر على أكثر من نصف الأطفال في بعض مجتمعات دلتا النيل حتى ثمانينيات القرن الماضي.

الاستراتيجية الظافرة: "SAFE" والالتزام المستدام

يعود الفضل في انتصار مصر إلى التنفيذ المستدام، الذي دام عقدين، لـاستراتيجية SAFE التي أقرتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 2002. تمثل استراتيجية SAFE نهجًا شاملاً ومتعدد الأوجه:

• إس S - الجراحة (Surgery) لعلاج الشعرة التراخومية (trachomatous trichiasis) - المضاعفات المسببة للعمى حيث تنقلب الرموش إلى الداخل.

• ايه A - المضادات الحيوية (Antibiotics) للقضاء على الكائن الحي المسبب للمرض، وهو بكتيريا المتدثرة التراخومية (Chlamydia trachomatis).

• إف F - نظافة الوجه (Facial cleanliness) للحد من انتقال العدوى.

• إي E - تحسين البيئة (Environmental improvement) (تحسين المياه والصرف الصحي) لمنع تكرار الإصابة.

قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "أهنئ مصر على بلوغ هذا الإنجاز وتحرير شعبها من التراخوما"، مشدداً على أن هذا النجاح يبرهن على فعالية القيادة الوطنية المستدامة والمشاركة المجتمعية القوية.

تتبع الانخفاض في مؤشرات التراخوما

بين عامي 2015 و 2025، أكدت المراقبة المكثفة في جميع محافظات مصر الـ 27 انخفاضًا مطردًا في المؤشرات الرئيسية. فقد انخفضت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 9 سنوات المصابين بـالتراخوما النشط (الالتهابي) وعبء مضاعفات العمى، الشعرة التراخومية، لدى البالغين، وكلاهما أصبح دون عتبات انتشار منظمة الصحة العالمية الصارمة للقضاء على المرض على المستوى الوطني.

وفي عام 2024، عززت مصر دفاعاتها من خلال دمج ترصد التراخوما في نظام الإبلاغ الإلكتروني الوطني عن الأمراض، مما يسهل الاستجابة السريعة لأي حالات معزولة في المستقبل ويضمن الاستدامة.

انتصار جماعي للصحة العامة

يؤكد هذا الإنجاز التزام مصر الراسخ بالرعاية الصحية المنصفة، بدعم من مبادرات مثل "حياة كريمة"، التي وسعت نطاق الوصول إلى المياه المأمونة والصرف الصحي في المجتمعات الريفية. وتعد التراخوما هي ثاني مرض مداري مُهمل (NTD) تقضي عليه مصر، بعد القضاء بنجاح على داء الفيلاريات اللمفاوي في عام 2018.

وأشار الدكتور نيما عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إلى أن "هذا الإنجاز يضاف إلى سجل مصر القوي في القضاء على الأمراض المعدية، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية ومؤخراً الملاريا".

وعلى الصعيد العالمي، لا تزال التراخوما مشكلة صحية عامة في 30 دولة، وتسبب العمى أو ضعف البصر لنحو 1.9 مليون شخص. وبناءً على بيانات أبريل 2025، يُقدر إجمالي السكان المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم بـ 103 ملايين شخص.

قيود هذا الإنجاز

في حين أن القضاء على التراخوما كمشكلة صحية عامة يعد نجاحًا هائلاً، إلا أنه لا يعني استئصال بكتيريا المتدثرة التراخومية نفسها. يظل خطر النكس (إعادة الظهور) قائمًا إذا لم يتم الحفاظ على المكاسب في المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH)، لا سيما في المجتمعات الريفية والضعيفة. ومن الضروري استمرار المراقبة اليقظة والمتكاملة في النظام الصحي الوطني لمنع المرض من إعادة ترسيخ نفسه.

الملحق أ: حقائق ذات صلة

• تعريف القضاء على المرض: تعرّف منظمة الصحة العالمية القضاء على التراخوما كمشكلة صحية عامة بناءً على الحفاظ على عتبتين أساسيتين في كل وحدة تقييم (مقاطعة) كانت موبوءة سابقاً:
• أن يكون معدل انتشار حالات الشعرة التراخومية (TT) غير المعروفة للنظام الصحي أقل من 0.2% لدى البالغين بعمر 15 سنة فما فوق (أي أقل من حالة واحدة لكل 1000 من السكان).
• أن يكون معدل انتشار حالات الالتهاب التراخومي الجريبي (TF) لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 9 سنوات أقل من 5%.

• العامل المسبب: يسبب المرض بكتيريا المتدثرة التراخومية (Chlamydia trachomatis)، وهي بكتيريا إجبارية داخل الخلايا، وتحديداً الأنماط المصلية العينية A و B و Ba و C. وتسبب الأنماط المصلية البولية التناسلية (D إلى K) التهابات مختلفة، وعادة ما تكون محدودة ذاتيًا.

• آلية العمى: تؤدي العدوى العينية المتكررة إلى التهاب مزمن يتبعه تندب في الجفن الداخلي (الملتحمة). يسبب هذا التندب انكماشاً وانقلابًا لحافة الجفن والرموش إلى الداخل (الشعرة التراخومية)، مما يؤدي إلى خدش القرنية بشكل مؤلم، وتسبب عتامة القرنية والعمى الذي لا يمكن علاجه.

• العبء العالمي: لا تزال التراخوما تسبب ضعفًا بصريًا أو عمى لنحو 1.9 مليون شخص عالميًا اعتبارًا من أبريل 2025، ولا تزال متوطنة في 30 دولة.

• التقدم العالمي في الأمراض المدارية المهملة: مصر هي واحدة من 58 دولة حول العالم قضت على مرض مداري مهمل واحد على الأقل. ويضم إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية تسع دول حققت هذا الإنجاز.

الملحق ب: التداعيات والاستقراءات

• تأكيد جدوى الاستثمار في المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH): يؤكد هذا القضاء بشكل قاطع على العائد الاقتصادي والصحي طويل الأمد للاستثمارات في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة (WASH)، خاصة من خلال مبادرات مثل حياة كريمة. وهو يعزز أن التحسينات البيئية أساسية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة ولضمان الانخفاض المستدام لمستودع العدوى في المجتمع، وليست مجرد تدخلات طبية.

• نموذج للقضاء على الأمراض المدارية المهملة: إن نجاح مصر في القضاء على مرضين مداريين مهملين (التراخوما وداء الفيلاريات اللمفاوي) يؤسس نموذجًا وطنيًا مثبتًا وقابلاً للتكرار لمعالجة الأمراض المدارية المهملة الأخرى في المنطقة والعالم، مع التأكيد على الإرادة السياسية والتعاون بين القطاعات والمراقبة المتكاملة كركائز أساسية. ويساهم هذا الإنجاز في هدف منظمة الصحة العالمية العالمي المتمثل في قضاء 100 دولة على مرض مداري مهمل واحد على الأقل بحلول عام 2030.

• التأثير الاقتصادي: من المرجح أن يؤدي القضاء على المرض إلى فوائد اقتصادية ملموسة عن طريق تقليل العبء المالي لتكاليف الجراحة والرعاية طويلة الأمد للأفراد المكفوفين وفقدان الإنتاجية في القوى العاملة. ويمكن للسكان في سن العمل المساهمة بشكل كامل في الاقتصاد الوطني، مما يحول الموارد من إدارة الأمراض إلى الرعاية الوقائية والأولية.

• تحول التركيز: بالنسبة لمصر، سيتحول تركيز الصحة العامة على التراخوما بالكامل من الإعطاء الجماعي للأدوية (MDA) والعلاج الجماعي إلى المراقبة بعد التحقق والإدارة السريعة للحالات، وهي مرحلة متقدمة من مكافحة الأمراض. ويعد الدمج في نظام الإبلاغ الإلكتروني الوطني عن الأمراض مكونًا حاسمًا لهذه الاستراتيجية المستدامة لمرحلة ما بعد القضاء.

تنويه إخلاء مسؤولية: إن الآراء ووجهات النظر والنتائج المُعَبَّر عنها في هذا التقريرأو المقال أو المحتوى هي آراء ووجهات نظر ومُخرجات المصدر أو المصادر، ولا تعكس بالضرورة السياسة أو الموقف الرسمي لـ تونّي TWINNI.

للتواصل معنا بخصوص هذا الخبر.

↓

المصادر والمراجع

World Health Organization (WHO)(2025). Egypt becomes the seventh country in the Eastern Mediterranean Region to eliminate trachoma as a public health problem. Available at https://www.who.int/news/item/12-11-2025-egypt-becomes-the-seventh-country-in-the-eastern-mediterranean-region-to-eliminate-trachoma-as-a-public-health-problem

World Health Organization (WHO)(2025). Trachoma Fact Sheet. Available at https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/trachoma

World Health Organization (WHO). Eliminating trachoma through high-quality data (WHO Elimination Criteria). Available at https://www.who.int/activities/eliminating-trachoma-through-high-quality-data

Epocrates. Trachoma - Symptoms, Causes, Images, and Treatment Options. Available at https://www.epocrates.com/online/diseases/958/trachoma

International Coalition for Trachoma Control (ICTC). Key statistics. Available at https://www.trachomacoalition.org/about-trachoma/key-facts

Ahmad B, Zeppieri M, Patel BC. Trachoma. [Updated 2024 Apr 20]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-. Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK559035/

World Health Organization (WHO)(2025). Global report on neglected tropical diseases 2025. Available at https://iris.who.int/server/api/core/bitstreams/0a8e5703-e772-4beb-b73e-2d2525cdc171/content

المؤلفون

فريق وطاقم تونّي TWINNI الطبي (د. أ. مصطفى)

التعليقات

الرجاء إرسال تعليقاتكم عن طريق النموذج الظاهر في اليسار.

آخر الأخبار

الأخبار الطبية للعامّة والمرضى

الأخبار الطبية للمختصين

التنويهات والسياسات والتشريعات الصحية

الأخبار الطبية الاقتصادية والتجارية

استكشف مركز المعلومات لدى TWINNI

نور اليقين، ورؤية المستقبل. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف. مجاناً لزائرينا.

إخلاء مسؤولية محتوى الموقع الإلكتروني 

جميع المعلومات والمحتوى المقدم على هذا الموقع الإلكتروني هي لأغراض إعلامية عامة فقط. لا تقدم TWINNI أي تعهدات أو ضمانات من أي نوع، صريحة أو ضمنية، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر الموقع الإلكتروني أو المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو الرسومات ذات الصلة الواردة في الموقع لأي غرض.وبالتالي، فإن أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات هو على مسؤوليتك الخاصة تمامًا. لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو، ولا يشكل أو يكوّن استخدامه علاقة المستخدم بطبيب كعلاقة المريض بطبيبه. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة.لن تكون TWINNI مسؤولة بأي حال من الأحوال عن أي خسارة أو ضرر ينشأ عن فقدان البيانات أو الأرباح الناشئة عن، أو فيما يتعلق بـ، استخدام هذا الموقع الإلكتروني. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الخسارة أو الضرر غير المباشر أو التبعي، أو أي خسارة أو ضرر من أي نوع ينشأ عن الاعتماد على أي معلومات أو محتوى مقدم هنا.باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه. إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني.

لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة صحية أو طبية مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني ، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة . باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني ، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه . إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني .