نجاح بدء تقديم الأطعمة المبكر: دراسة تؤكد انخفاض حساسية الفول السوداني لدى الأطفال

استكشف مركز الأخبار الطبية لدى TWINNI

نبض الطب: نقل الحقيقة أولاً ، ثم وزن الخبر بميزان اليقين. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف!

لعدة سنوات، كانت النصيحة الواضحة للآباء هي: تأجيل إدخال الفول السوداني للرضع لمنع الحساسية. تؤكد هذه الدراسة الجديدة أن هذه النصيحة قد تم عكسها بالكامل – و للأفضل.

فيلادلفيا، بنسيلفانيا – أكد تحليل واسع النطاق شمل أطفالاً صغاراً في الولايات المتحدة أن الإرشادات الجديدة التي توصي بالإدخال المبكر للأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني تعمل على تقليل معدل الإصابة بحساسية الطعام بشكل كبير.

الانخفاض الكبير في معدلات الحساسية

تتبعت الأبحاث تشخيصات الحساسية لدى آلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 3 سنوات قبل وبعد تحديث المجموعات الرئيسية لطب الأطفال والحساسية لتوصياتها في عامي 2015 و 2017.

كانت النتائج واضحة:

• تراجع حساسية الفول السوداني: انخفض معدل تشخيص حساسية الفول السوداني (من النوع المهدد للحياة المعروف باسم IgE-mediated) بنسبة 43% بعد تطبيق الإرشادات الموسعة الأحدث.

• انخفاض الحساسية بشكل عام: كما انخفض معدل أي حساسية طعام (IgE-mediated) بشكل ملحوظ بنسبة 36%.انخفض معدل التراكمي (معدل الحالات الجديدة) لحساسية الفول السوداني من 0.79% قبل الإرشادات إلى 0.45% في الفترة التي تلت التوصيات الموسعة.

يؤكد هذا التحول أن الجهد المبذول في الصحة العامة لتشجيع الآباء والأطباء على التوقف عن تجنب الفول السوداني والبدء بالإدخال المبكر له تأثير إيجابي وقابل للقياس في الواقع.

كيف أجريت الدراسة

استخدم الباحثون السجلات الصحية الإلكترونية من شبكة واسعة من ممارسات الرعاية الأولية لمقارنة معدلات التشخيص عبر ثلاث فترات زمنية: قبل إرشادات 2015 الأصلية، وبعد إرشادات 2015 (التي استهدفت في البداية الرضع المعرضين لخطر كبير)، وبعد إرشادات الإضافة الموسعة لعام 2017.

إن الانخفاض الواضح والمهم الذي وجد عبر هذه المجموعات الكبيرة يدعم فعالية نهج الإدخال المبكر الجديد والذي يشجع الآباء والأطباء على التوقف عن تجنب الفول السوداني والبدء بالإدخال المبكر له في غذاء الأطفال..

محددات وأوجه القصور في الدراسة

حددت الدراسة ارتباطاً قوياً بين الإرشادات الجديدة وانخفاض معدلات الحساسية، لكنها لا تثبت بشكل قاطع أن الإرشادات تسببت في هذا الانخفاض، كونها دراسة قائمة على الملاحظة وتعتمد على السجلات الصحية الإلكترونية. كما أن للدراسة أوجه القصور التالية:

• اعتمدت على رموز التشخيص في السجلات الصحية، والتي قد لا تشمل جميع الحالات أو الممارسات الغذائية المحددة لكل عائلة.

• درست بشكل أساسي الأطفال في شبكة رعاية أولية متعددة الولايات، والتي قد لا تمثل بشكل كامل جميع مجموعات الأطفال في جميع أنحاء البلاد.

• لم تقم الدراسة بتقييم التوقيت، التكرار، أو الكمية المحددة للأطعمة المسببة للحساسية التي تم إعطاؤها للأطفال.

الملحق أ: حقائق ذات صلة

حساسية الطعام بوساطة الغلوبولين المناعي E (IgE-FA): هذا هو النوع الأكثر شيوعاً و غالباً الأكثر حدة من حساسية الطعام، يتميز ببدء سريع للأعراض (في غضون دقائق إلى بضع ساعات) بعد تناول بروتين غذائي معين. يحدث التفاعل نتيجة إنتاج الجهاز المناعي للأجسام المضادة الغلوبولين المناعي E (IgE)، مما يؤدي إلى إطلاق وسائط مثل الهيستامين من الخلايا البدينة، و يحتمل أن يؤدي إلى صدمة الحساسية (Anaphylaxis) (رد فعل حاد و مهدد للحياة).

التهاب الجلد التأتبي (AD): المعروف أيضاً باسم الأكزيما، هو حالة جلدية التهابية مزمنة و شائعة لدى الأطفال. يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بحساسية الطعام (IgE-FA)، حيث يصاب ما يقرب من 60% من الأطفال الذين يصابون بالتهاب الجلد التأتبي في عامهم الأول بحساسية الطعام لاحقاً. هذا الارتباط هو مكون رئيسي لما يسمى "المسيرة التأتبية" (Atopic March)، و هو تسلسل نموذجي للأمراض التحسسية.

تجربة ليب LEAP: أثبتت التجربة السريرية البارزة للتعلّم المبكر حول حساسية الفول السوداني (LEAP)، التي نُشرت في عام 2015، أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني من قبل الرضع المعرضين لخطر كبير (4-11 شهراً) أدى إلى انخفاض كبير في تطور حساسية الفول السوداني بأكثر من 80% مقارنة بمن تجنبوها. تسببت أدلة هذه التجربة العشوائية و المُحكمة القوية في العكس العالمي لنصائح الوقاية من الحساسية السابقة (التي كانت توصي بالتجنب).

الإرشادات الأمريكية الحالية (NIAID/ACAAI): بناءً على أدلة LEAP، توصي المنظمات الكبرى مثل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) و الكلية الأمريكية للحساسية و الربو و المناعة (ACAAI) الآن بإدخال الفول السوداني و مسببات الحساسية الغذائية الرئيسية الأخرى للأطفال في حوالي عمر 4-6 أشهر. بالنسبة للغالبية العظمى من الرضع، يمكن القيام بذلك بأمان في المنزل دون اختبار مسبق.

الملحق ب: الآثار والاستنتاجات

تأكيد الأثر على الصحة العامة: تقدم الدراسة أدلة حاسمة من واقع الحياة تؤكد أن التحول الواسع في النصيحة – من التجنب إلى الإدخال المبكر لمسببات الحساسية – كان ناجحاً في بيئة السكان العامة، و يتردد صداه في الفوائد الوقائية التي شوهدت في التجارب الخاضعة للرقابة المشددة مثل تجربة LEAP. و هذا يدعم الإرشادات باعتبارها أحد التدخلات الوقائية الأكثر فعالية المتاحة في رعاية الأطفال.

التشجيع على الالتزام: النتائج الإيجابية في العالم الحقيقي، و تحديداً الانخفاض بنسبة 43% في خطر الإصابة بحساسية الفول السوداني بعد الإرشادات الموسعة، تشجع بقوة المزيد من الآباء و أطباء الرعاية الأولية على اتباع إرشادات الإدخال المبكر باستمرار. يقدر الخبراء أن الإدخال المبكر قد منع بالفعل تشخيص حساسية غذائية واحدة لكل 200 رضيع تعرضوا لمسببات الحساسية مبكراً.

الحاجة إلى تحسين التنفيذ: إن الانخفاض الملحوظ في معدلات الحساسية في هذه الدراسة (حوالي 43%) هو انخفاض كبير و لكنه أقل بشكل ملحوظ من الانخفاض الذي تم تحقيقه في تجربة LEAP الأصلية الذي كان أكثر من 80%. يسلط هذا التباين الضوء على فجوة مستمرة في التطبيق العملي للإرشادات في العالم الحقيقي، مما يشير إلى أنه لا تزال هناك حاجة لتحسين التثقيف و الموارد العملية للآباء و الأطباء لضمان تطبيق الإرشادات باستمرار و بشكل صحيح و دون تأخير أو اختبار غير ضروري.

تنويه إخلاء مسؤولية: إن الآراء ووجهات النظر والنتائج المُعَبَّر عنها في هذا التقريرأو المقال أو المحتوى هي آراء ووجهات نظر ومُخرجات المصدر أو المصادر، ولا تعكس بالضرورة السياسة أو الموقف الرسمي لـ تونّي TWINNI.

للتواصل معنا بخصوص هذا الخبر.

↓

المصادر والمراجع

Gabryszewski SJ, Dudley J, Faerber JA, Grundmeier RW, Fiks AG, Spergel JM, Hill DA. Guidelines for Early Food Introduction and Patterns of Food Allergy. Pediatrics. 2025 Oct 20:e2024070516. doi: 10.1542/peds.2024-070516. Epub ahead of print. PMID: 41110838. https://publications.aap.org/pediatrics/article-lookup/doi/10.1542/peds.2024-070516

المؤلفون

فريق وطاقم تونّي TWINNI الطبي (د. أ. مصطفى)

التعليقات

الرجاء إرسال تعليقاتكم عن طريق النموذج الظاهر في اليسار.

أخبار أخرى

الأخبار الطبية للعامّة والمرضى

الأخبار الطبية للمختصين

التنويهات والسياسات والتشريعات الصحية

الأخبار الطبية الاقتصادية والتجارية

استكشف مركز المعلومات لدى TWINNI

نور اليقين، ورؤية المستقبل. حيث تلتقي ثقة المعلومة بجمال الاكتشاف. مجاناً لزائرينا.

إخلاء مسؤولية محتوى الموقع الإلكتروني 

جميع المعلومات والمحتوى المقدم على هذا الموقع الإلكتروني هي لأغراض إعلامية عامة فقط. لا تقدم TWINNI أي تعهدات أو ضمانات من أي نوع، صريحة أو ضمنية، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر الموقع الإلكتروني أو المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو الرسومات ذات الصلة الواردة في الموقع لأي غرض.وبالتالي، فإن أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات هو على مسؤوليتك الخاصة تمامًا. لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو، ولا يشكل أو يكوّن استخدامه علاقة المستخدم بطبيب كعلاقة المريض بطبيبه. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة.لن تكون TWINNI مسؤولة بأي حال من الأحوال عن أي خسارة أو ضرر ينشأ عن فقدان البيانات أو الأرباح الناشئة عن، أو فيما يتعلق بـ، استخدام هذا الموقع الإلكتروني. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الخسارة أو الضرر غير المباشر أو التبعي، أو أي خسارة أو ضرر من أي نوع ينشأ عن الاعتماد على أي معلومات أو محتوى مقدم هنا.باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه. إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني.

لا يشكل المحتوى على هذا الموقع الإلكتروني نصيحة صحية أو طبية مهنية ولا ينبغي الاعتماد عليه على هذا النحو. قبل اتخاذ أي قرارات أو اتخاذ أي إجراءات بناءً على المعلومات المعروضة على هذا الموقع الإلكتروني ، ننصحك بشدة بالتشاور مع متخصص مؤهل في المجال ذي الصلة . باستخدامك لهذا الموقع الإلكتروني ، فإنك توافق على أنك قد قرأت وفهمت إخلاء المسؤولية هذا وأنك توافق على الالتزام بشروطه . إذا كنت لا توافق على أي جزء من إخلاء المسؤولية هذا، فيجب عليك عدم استخدام موقعنا الإلكتروني .